والشَّعْوَذَةُ: خفَّةٌ في اليد، وأخذٌ من عجائب تفعلُ كالسحر في رأي العين. ٢/ ٨٣ قال الخليل: وأظن الشعوذي اشتقاقاً منه لسرعته، وهو الرسول للأمراء على البريد في مهماتهم.
تقول: رجلٌ مشعوذٌ، وفعلُه: الشَّعْوَذَةُ.
وبلغنا أنه كان على عهد الحجاج رجلٌ يقال له يوسف، منسوبٌ إلى الشعوذة، فقال الحجاج: من ظَفِرَ به فيقتله؟ فأُتي به، فأمر بضربه، فلما أخذته السياطُ، وقعتْ السياطُ بظهر الحجاج، فكفَّ عنه، فقال يوسف: أصلح الله الأمير! ائذنْ لي فأشعوذ بين يديك وتنظر إلى عجائب، ثم شأنك أن تقتل فبذنبٍ، وإن تعفُ فأنت أولى بالعفو. قال: اعمل ما شئت. فدعا بطست فيها ماء، ثم قال: ائذَنْ لي فأسبح فيها. قال: نعم. فوثب في الطست، فغاص غوصة فذهب فلم يُرَ بعْدَ ذلك، فهو المشعوذ.
قال الليث: لقيتُ رجلاً بالبصرة يحدث الناس، فقلتُ: مَنْ أنت؟ قال: أنا فلان ابن سليمان الطيار. فقلتُ: من كان سليمانُ؟ فقال: شعوذيُّ الحجاج.
وقولهم: خبرٌ شائعٌ
أي قد اتصل بكل أحد، فاستوى علمُ الناس به، ولم يكن عند بعضهم دون بعضهم.
يُقال: سهمٌ شائعٌ ومُشاعٌ: إذا كان في جميع الدار، فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها. وأصلُ هذا في الناقة إذا أرسلت بولها إرسالاً متصلاً قيل: قد أشاعت به، فإذا قطعته، قيل: قد أوزَغَتْ به إيزاغاً. قال الشاعر:
إذا ما دعاها أوزغت بكراتُها ... كإيزاغ آثار المدى في الترائب