للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التفسير: كانتْ صفْراءَ حتّى ظلفاها وقرناها، وزَعَمَ قومٌ أنّ معنى صَفْراء: سوداء، وما عَلِمْتُ أحداً منَ العُلَماءِ قال ذلك، وإنْ كانتْ الصُّفْرَةُ عند العرب سواداً، والذي يُبْطِلُ معنى السَّواد قوله تعالى {فَاقِعٌ لَوْنُهَا}، لأن الفُقُوعَ لا يُوصَفُ به مِنَ الألوان إل الصفر، يُقال: فَقَعَ وفَقَعَ فُقُوعاً. ومما جاء في الصُّفْرَةِ بمعنى السواد قوله:

وصفْراءَ لَيْسَتْ بمُصْفَرَّةٍ ... ولكن سوداء مثل الحمم

وقال اللحياني: يُقالُ في الألوانِ كُلّها: ناصع وخالص ٢/ ١٠١ وفاقع. ولم يَقُلْهُ غَيْرُه، والمعمولُ عليه.

قال ابن قتيبة في صفراء بِقَوْلِ المُفَضَّلِ، قال: وقَوْلُ من قال سوداء غَلِطَ في نُعوت البقر. قال: وإنما يكونُ ذلك في نُعوت الإبل: يُقال: بعيرٌ أصْفَر، أي أسود، لأنّ السُّودَ من الإبل يشوب سوادها بصُفْرةٍ، والعرب لا تقول أسودُ فاقع، فيما أعلم، إنما هو أسْوَدُ حالك وأحمرُ قانيء وأصفرُ فاقع وأبيضُ يقَق وأخَضَرُ ناضِر.

قال السجستاني: صفراء: سوداء، وعنْ سعيد بن جبير أنها صفراء القرن والظّلف. قال النقاش: صفراء الجِلْد. يقال: صفراءُ الأطراف، ويقال: سوداء.

والاصْفِرار: فِعْلُ اللَّوْن الأصْفَر.

والصْفيرار: عَرَضٌ يَعْرِضُ للإنسان.

وقولهم: قَدْ صَبَغْتُ الثَّوْبَ

أي قد غَيَّرْتُهُ عَنْ حالته الأولى إلى حالةٍ أخرى من سوادٍ أو حُمْرَةٍ أو صُفْرَةٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>