والصَّابُ: عُصارةُ شجرةٍ مُرَّة، وقيل: هو عُصارةُ الصَّبْر.
قال مرار:
لم يضرني ولقدْ بلغتُهُ ... قطع الغيظ بصابٍ وصبرْ
وكانت قريش تُسمي النبي صلى الله عليه [وسلم] صابئاً، ويسمُّونَ أصحابَهُ كذلك، لخروجهم من دين إلى دين.
وقولهم: قُتِلَ فُلانٌ صَبْراً
معناه: حَبْساً. ومنه الحديثُ "نهى أنْ تُصْبَرَ البَهيمةُ ثمَّ تُرْمى حَتى نُقْتَلَ"، وحديثٌ آخر "نهى عنْ قتْل شيءٍ من الدوابِّ صبراً"، وحديثٌ آخر "أنَّ رجُلاً أمْسَكَ رجُلاً، وقتَله آخر، فقال النبي صلى الله عليه [وسلم]: اقتُلوا ٢/ ١١٠ القاتِلَ واصبروا الصابرَ" فمعناه: واحبسوه حتى يموت كما حبس الذي ماتَ قَبْلَهُ.
ومنه الصَّوْمُ، سُمّيَ صَبْراً لأنَّهُ حَبْسُ النَّفْسِ عن المطْعَمِ والمَشْرَبِ وغيرِهِ. قال الله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} قال مجاهد: الصَبْرُ: الصوم، ويقالُ: صَبَرْتُ نفسي على الأمْرِ: إذا حَبَسْتُها. قال:
فصَبَرْتُ عارِفةً لذلك حُرةً ... تَرْسُو إذا نفْسُ الجبانِ تَطَلَّعُ
ويقالُ: نفْسٌ صابرةٌ وصَبُور، وعارفة وعَرُوف. قال: