فمعناه: لا يقومُ بهذا المقدار. وأنشد:
* مُعْتَرضاً مِثْلَ اعْتراضِ الظنِّ *
والظَّنُّ في معنى هو الشّكُّ، وفي معنى هو اليقين. ومنه قوله تعالى {وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ}.
أي: استيقنوا وعلموا. وما كان في القرآن في معنى اليقين فإنه يقينٌ على علموا واستيقنوا.
وقوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ} {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} وما أشبهه، فإن معناه الشك.
٢/ ١٣٩ فالظنُّ في كلام العرب يكونُ شكاً ويكون يقيناً. قال دريد:
فقلتُ لهم: ظُنّثوا بألفي مُدَجّجِ ... سراتُهُمُ في الفارسي المُسردِ
لم يُرِدْ أن يَجْعَلَ الشَّكَ شكّاً، وأنهم قصدوا على معنى: قصدوا القومةَ فأنْذَرَهُمْ.
قال ابن مقبل:
ظني بهم كعسي وهم بتنوفةٍ ... يتنازعُونَ جوائِزَ الأمْثالِ
لم يُرِدْ: ظَنّي بهم كَظَنّ، وإنّما أرادَ اليقين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute