إذا لم يكن للمرء عقلٌ فإنه ... وإن يك ذا نيل، على الناس هين
وإن كان ذا عقل أجل لعقله ... وأفضل عقلٍ عقلُ من يتدين
آخر:
إذا فكرت في الأمر ... وجدت الفضل للعقل
وعيبُ العقل أن العيش ... لا يصفو لذي العقل
وقال أرسطوطاليس: العقلُ سببُ رداءة العيش.
وقولهم: استراحَ مَنْ لا عَقْلَ له
فيه قولان: أحدهما أنَّ المقصود بهذا هو الأحمق إذا كان ٢/ ١٥٢ يَصْرِفُ هَمَّهُ إلى المأكُول والمَشْروبِ والمنكوح، وإذا استقامَ في ذلك لم يفكّر في عاقبةٍ، فَعَيْشُهُ رَغِدٌ وبالُهُ رَخِيٌّ، والعاقِلُ لَيْسَ كذلك لِفِكْرِهِ في العواقبِ، ويُشْبِهُ بهذا الصَّبِيَّ الذي لا يفكّرُ في شيءٍ مُسْتَقْبَلِ ولا يَهْتَمُّ إلا بما يأكُلُه ويَشْرَبُهُ أو يَلْهُو به. قال الراعي:
ألِفَ الهمومُ وساده وتجنبتْ ... كسلانَ يُصبحُ في المنام ثقيلا
أي: تجنَّبْتْ هذا الأحمق، الذي لا يُزْعِجُهُ ما يُزْعِجُ العاقل، فتَحُول بَيْنَهُ وبَيْنَ النّوم. ولامرئ القيس:
وهَلْ ينعمَنْ إلا سعيدٌ مُخلدٌ ... قليلُ الهمومِ ما يبيتُ بأوْجالِ