قال الله [تعالى]: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} قال أهلُ اللغة: معناه: نَخْضَعُ وَنَذِلُّ ونَعْتَرفُ بربويتك.
وقال أهل التفسير: إيّاك نُوَحّد.
والعَبْدُ: المملوكُ، جماعتُهُ: العبيد، وهم العِباد، وعَبدُون أيضاً، إلا أن العامة أجمعوا على تَفْرِقَة ما بين عبادِ اللهِ وعبيد العبيد المملوكين، تقولُ: هذا عَبْدٌ بَيِّنُ العُبُوديّةِ، ولم يَشْتَقُّوا منه فِعْلاً، ولو اشتُقَّ مِنْهُ فِعْلٌ لقيلَ: عَبُدَ، أي صار عَبْداً، ولكنّه قدْ أُمِيتَ الفِعْلُ منه فلا يُسْتَعْمَلُ.
وأمّا عَبَدَ يَعْبُدُ، فلا تُقالُ إلا لمن يَعْبُدُ الله تعالى، وأمّا عَبْدٌ خَدمَ مولاه، فلا يقال: عَبَدَه، ولا يقال: يَعْبُدُ مولاه.
ويقالُ: تَعَبَّدَ فُلانٌ فُلاناً، أي: اتَّخَذَهُ لِنَفْسهِ عَبْداً. قال:
تَعبدني نمرُ بنُ سعدٍ وقد أرى ... ونمرُ بن سعدٍ لي مطيعٌ ومهطعُ
والمُهْطعُ: المُقْبِلُ على الشَّيْء بِبَصَرِهِ ولا يُرْفَعُ عنه.
وتقول: أعْبَدَ فُلانٌ فُلاناً، أيْ: جَعَلَهُ عَبْداً، وعلى ذلك قرأ بَعْضُهُمْ {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} رَفَعَ، كما تقول: ضَرُبَ عَبْدِ الله، ٢/ ١٥٣ أي صار الطاغوتُ يُعْبَدُ، مثل: قَفُةَ الرَّجُلُ وظَرُفَ.