صلى الله عليه [وسلم]: لا، ضَعي العَرْقَ مِنْ يَدِكِ وأتِّمي ٢/ ١٧٤ صَوْمَك، فإنّما هو رِزْقٌ ساقَهُ اللهُ إليك".
فقَوْلُها: لا آكُلُهُ يَدُلُّ أنَّهُ لَحْمٌ مُنْفَرِدٌ أو لَحْمٌ على عَظْم.
والعُراق: الأكْلُ، مِنْ قولهم: عَرَفْتُ العَظْمَ عُراقاً: إذا أكلْتُ ما عليه من اللّحم. والعَظْمُ مَعْروقٌ.
ويقالُ: قَدع تَعَرَّقَ: إذا أكَلَ اللَّحْمَ مِنْ على العَظْم. ومنه حديثُ جابر قال: "رأيْتُ أبا بَكْرٍ أكَلَ خُبْزاً ولَحْماً ثُمَّ أخَذَ العَرْقَ فَتَعَرَّقَهُ وقام إلى الصَّلاةِ، فقالَ له مولىً له: ألا تَتَوضَّأ؟ فقال: أتَوَضَّأ مِنَ الطَّيَبات؟! "
وحديثُ النبي صلى الله عليه وسلم "أنَّه أكَلَ مَعَ فاطمة عَرْقاً ثُمَّ جاءَ بلالُ فأذنه بالصَّلاةِ، فَوثَب، فتعلَّقَتْ بِثَوْبِهِ فقالَتْ: ألا تتوضَّأ يا أبَتِ؟ فقال: مِمَّ يا بُنَيَّةْ؟ قالَتْ: مِمّا مَسَّتِ النّارُ. قال: أوَلَيْسَ أطْهَرُ طعامِكُمْ ما مَسَّتْ النّار؟ " فَدَلَّ على أنَّ العَرْقَ اللَّحْمُ.
قال الخليلُ: العُراق: العَظْم الذي أُخِذَ مِنْ عليه اللّحْم.
قال: * فَألْقِ لِكَلْبِكَ مِنْها عُراقا *
فإذا كانَ بِلَحْمِهِ فهو: عَرْق، ساكُن الرّاء: وهو الفِدْرَةُ مِنَ اللّحم، وهي القِطْعةُ.
وعَرَقْتُ العَظْم وأنا أعْرُقُهُ عَرْقاً، واعْتَرَقْتُهُ اعْتِراقاً، وأتَعَرَّقُهُ تَعَرُّقاً: إذا أكَلْتُ ما علَيهِ مِنَ اللّحم.