الفاءُ شَفَوِيَّة، وعددُها في القُرآن ثمانية آلاف وستمائة فاءٍ، وفي الحساب الكبير مائتان، وفي الصَّغير ثمانية
والفاءُ تُشْرِكُ بين الأمْرَيْنِ كالواو، وتَفْصِلُ بينهما، لأنَّك إذا قُلْتَ: مَرَرْتُ بزيدٍ فَعَمْرو لم يُشكَّ أنَّك مَرَرْتَ بعمروٍ بَعْدَ مُرُورِكَ بِزَيْد.
والواو تُشْرِكُ ولا تَفْصِلُ، لأنَّكَ إذا قُلْتَ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وعَمْرو، أشْرَكْتَ بَيْنَهُما ولم تَدُلَّ على أنّ الآخر بعد الأوَّل، والفاء قد يُنْسَقُ بها. قال امرؤ القيس:
فتوضح فالمقراة لم يعفُ رسمها ... لما نسجتها من جنوبٍ وشمألِ
فتُوضحَ فالمِقْراة نَسَقٌ على الدُّخُولِ فَحَوْمَلِ.
والفَاءَ حَرْفٌ يصلُ ما بَعْدَهُ بِما قَبْلَهُ، تقولُ: فَفَعَلْتُ كذا، فالفاءُ واصِلةٌ ما يجيء بَعْدَها مَنَ الكلام بما كانَ قَبْلَها. قال عنترة:
فبعثتُ جاريتي فقلتُ لها اذهبي ... فتجسسي أخبارها لي واعلمي
والفاءُ تكونُ فيها مُهْلةٌ، وهي تُضْمَرُ في بعض الأحايين ولا تَظْهَرُ، فمنهُ قوله تعالى {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ}. قال:
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلانِ