٢/ ١٩٥ وكذلك اخْتَصَمَ زَيدٌ لا عمرو، محالٌ من الكلام، لأنّ (لا) نفي.
والعَرَبُ تَسْتَأنِفُ بالفاءِ عِنْدَ تَمامِ الكلام. قال الله تعالى {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: مِنَ الأمم، وتَمَّ الكلامُ، ثم اسْتَانَفَ بقوله تعالى {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}. ومنذ لك قولُ عَنْتَرة:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
فوقفت فيها ناقتي فكأنها ... فدنٌ لأقضي حاجة المتلومِ
وتكونُ جَزَاءً وتكونُ نَسَقاً.
والفاءُ إذا كانَتْ جواباً لأمْرٍ أو نَهْيٍ أو اسْتِفْهام، أو تَمَنُّ أو جُحُودٍ أوْ نَفْيِ أو دعاء فهي تَنْصب.
فالأمْرُ والنهي نحو: ائْتِنا فَنُكْرِمَكَ وائِتنا فَنُعْطِيَكَ، ولا تأتِهِ فَيَضْرِبَكَ، قال الله تعالى {لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} قال:
يا ناقُ سيري عنقاً فسيحاً ... إلى سليمان فتستريحا
وهذه جوابُ الدُّعاء والاستفهام: أعِنْدَكَ شَيْءٌ فَنَأتِيَكَ؟!