وقد روي عن بعض العرب: عليكم ولَكِمْ، ولم يلتفت إلى هذه الرواية؛ وأنشد:
وإن قال مولاهم على كل حادث ... من الأمر ردوا فضل أحلامكم ردوا
كَمْ
لها معنيان: معنى الاستفهام، ومعنى الخبر. تقول في الاستفهام: كم رجلاً قام؟ وكم رجلاً قعد؟ تنصب الرجل على التفسير عن كم، لأن تحتها عدداً مجهولاً. وتدخل (مِنْ) في الاستفهام، فتقول: كم من رجل.
وتقول في الخبر: كم رجلاً قام، وكم رجلاً ضربت، وتجعلها في الخبر بمنزلتها في الاستفهام. ويجوز أن تجعلها في الخبر بمنزلة رُبّ؛ قال الفرزدق:
كم عمَّة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلَبَتْ عليَّ عشاري
فجعل كم بمنزلة رُبَّ فجرَّ بها.
ومن رفع [جعل كَمْ] ظرفاً بمعنى مرة، ومن نصب جعلها استفهاماً.
وزعم الفراء أن كم جعلتها العرب للإخبار عن الكثير ورُبّ للقليل.