للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضربت زيداً، في معنى ضربت لالتبس بنا المخبر عن نفسه. فلما لم يجز ضم التاء لم يجز ضم الكاف.

والعلة في الكاف كالعلة في التاء، ألا ترى أنهم قالوا: غَلَبْتَ، للواحد بفتح التاء؛ وللاثنين: غلبتما، بضم التاء وقد كانت مفتوحة في الواحد؛ ثم قالوا: عليكم كما قالوا غلبتم.

وكذلك في المؤنث: عليكما وعليكُنَّ مثل غلبتما وغلبتُنَّ، فقس الكاف بالتاء فإن شأنهما واحد.

فإن قال: لِمَ قالوا: أنت كعبد الله، ففتحوا الكاف، وقالوا: مررت بعبد الله، فكسروا الباء؟ قيل له: إنما قالوا: كعبد الله ففتحوا لأن الإمالة لا تدخلها؛ لأنك تقول: كوَّفت كافاً. فلما كان أصل فعلها الواو، والإمالة لا تدخلها فُتِحت. وكُسرت [الباء] لأنك تردها إلى الياء؛ لأنك تقول: بيَّأت باء لأن الإمالة تدخلها، تقول: الباء والكسرة بما كان من الياء، وبما حسنت فيه الإمالة أولى.

مسألة

إن الكاف إنما يستوي فيها الجر والنصب إذا قلت: هذا غلامك وضربتُك، ففتحت الكاف في موضع الجر والنصب لأنها في قولك: ضربتُك في موضع نصب، وغلامك في موضع جر؛ لأن النصب شريك الجر في قولك: رأيت رجلين، ومررت برجلين. فلما اشترك النصب والجر في الباء اشتركا أيضاً في كاف الإضمار.

واعلم أنه لا يجوز في (عليكُم) كسر الكاف لأنها حاجز حصين بين الياء

<<  <  ج: ص:  >  >>