تعجباً، ويكون توبيخاً. فالاستفهام مثل قولك: كيف أنت؟ وكيف حالك؟ والتعجب مثل قولك: كيف فعلت كذا وكذا! ومنه قوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ} وهذا تعجب، والعرب تتعجب بكيف؛ قال زهير:
وكيف اتقاء امرئ لا يؤوب ... من الغزو بالقوم حتى يُطيلا
وكيف تعجب وقع على الاتقاء.
والعرب تكتفي بكيف عن ذكر الفعل معها لكثرة دورها، منه قوله تعالى:{فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ} أي كيف يفعلون عند ذلك، فلم يبح بالفعل؛ قال الحطيئة:
فكيف ولم أعلمهم خذلوكم ... لدى حادث ولا أديمكم قدُّوا
أي فكيف يعادونهم له بما مر في الثاني والعشرين.
والتوبيخ كقوله تعالى:{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ} هو لفظ استفهام، ومعناه تعجب وتوبيخ. معناه: وَيْحَكُم، كيف تكفرون بالله! قال الزَّجاج: وهذا التعجب إنما هو للخَلْق والمؤمنين، أي اعجبوا من هؤلاء، كيف يكفرون بالله وقد ثبتت حجته عليهم! ومعنى:{وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً}: وقد كنتم، وهذه الواو واو الحال.