قلت: يا لعنة الله، ولم تنصبها، لأنك لم تناد اللعنة إنما ناديت غير اللعنة، كأنك قلت: يا فلان لعنة الله والأقوام كلهم على سمعان.
واللام قد تدخل في معنى التاء، فتقول: لله، بمعنى تالله، وينشد الهذلي:
لله يبقى على الأيام ذو حيد ... بمشمخر به الظيان والآس
يريد: تالله.
واللام تكون للمِلْك، لأنك إذا قلت: لزيد مال، فقد ملكته المال، واضفت إليه الملك باللام. إلا أن لام الإضافة إذا كانت من اسم ظاهر كسرتها، كقولك: لزيد؛ وبفتحها مع المضمر، تقول: لنا ولك ولهم، فتحتها لأنها مع اسم مضمر؛ وهو الكاف في لك؛ ونا في إنا، وهم في لهم، وإنما كسرت في: لي، لأنها مع الياء، والياء مضمرة، لأن ياء الإضافة لا يجاورها إلا حرف مكسور، كغلامي وداري، والميم والراء مكسورتان.
وقال ابن المسيب: إنما قالوا: لعبد الله، فكسروا اللام؛ لأن أصله الفتح في قولهم: لعبد الله أفضل من زيد، فأرادوا الفصل بين لام الإضافة ولام الخبر، فكسروا لام الإضافة لئلا يكون كلام الخبر، فقالوا: لعبد الله مال.
والدليل على أن أصل اللام الفتح أن بعضهم فتح لام الإضافة، لأنه ردها إلى أصلها؛ قال الشاعر: