واللام تكون للتوكيد، وفيها معنى اليمين، كقولك: لزيد خير من عمرو. ولام التوكيد في ليفعلنَّ، يلزم معها النون لا محالة، كقولك: ليذهبن والله؛ ولا يجوز: ليذهب والله.
ولام الأمر للغائب، كقولك: ليذهب زيد؛ وكذلك إذا أمر الرجل نفسه قال: لأذهب. ومنه قوله تعالى:{وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ}، وقوله:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ} ليس لام كي، إنما هي لام تجيء في معنى: أن يطفئوا. وقوله تعالى:{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} اللام لام التوكيد. ويقال: تحتها يمين مقدرة، والمعنى: إنه على رجعه والله لقادر. وقوله:{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} اللام لام التوكيد أيضاً.
لن
قال الخليل: أصلها لا أن، وصلت لكثرتها في الكلام. ألا ترى أنها تشبه في المعنى لا، ولكنها أوكد. تقول: لن يكرمك زيد، كأنه يطمع في إكرامه، فيغيب عنه.
والنفي بلن كذلك، فكانت أوكد من لا. وهي جواب لسوف، يقول الرجل: سوف، فتقول أنت: لن تفعل.
والنفي بلن على التأبيد، ومنه قوله تعالى:{لَنْ يَنْفَعَكُمْ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ الْمَوْتِ أَوْ الْقَتْلِ} فهو على أبد.
ولن تنصب ما بعدها؛ قال الله تعالى:{إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ، بَلَى}، ومثله