فألغى جواب اليمين من الفعل، وكان وجهه أن يقول: لئن كان كذا لأتيتك، واستحار وتوهم إلغاء الكلام؛ كما قال الآخر:
ولا يدعُني قومي صريحاً لحرة ... لئن كنت مقتولاً ويسلم عامر
فاللام ولئن ملغاة لا شك لحرة ... لئن كنت مقتولاً ويسلم عامر
فاللام ولئن ملغاة لا شك فيه، ولكنها كثرت في الكلام حتى صارت كأنها منها. ألا ترى إلى قول الشاعر:
فلئن قوم أصابوا غرَّة ... وأصبنا من رماة رفقا
للقد كنا لدى أزماننا ... لصنيعين لباس وتقى
فأدخل على لقد لام أخرى، لكثرة ما تلزم العرب اللام لقد حتى صارت كأنها منها. وأنشد لبعض بني أسد:
[لددتهم] النصيحة كل لد ... فمجوا النصح ثم ثنوا [فقاؤوا]
آخر:
ولا والله ما يلفى لما بي ... ولا للما بهم يوماً دواء
كما ما امرؤ في معشر غير رهطه ... ضعيف الكلام شخصه متضائل
زاد على كما: ما، مرة أخرى لكثرة كما في الكلام فصارت كأنها من الكلمة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute