في: تدفن، الثلاثة الأوجه: الجزم على العطف، والرفع على الاستئناف، والنصب على الخروج من الوصف.
ومن للناس [وغيرهم]، تقول: من مرَّ بك اليوم من الناس؟ ومن مر بك من الإبل؟ وقد تجيء ما في موضع من أيضاً.
ومن إذا كانت إخباراً احتاجت إلى صلة لأنك إذا قلت: أتاني من، ليس بكلام تام حتى تقول: من في الدار، أو من هو كذا، فتختصه بصلة فيتم.
وإذا كانت من استفهاماً أو مجازاة لم تحتج إلى صلة؛ لأنك تستفهم، والتفسير على المسؤول لا على السائل. ألا ترى أنه إذا قال: من عندك؟ أنك تقول له: فلان أو زيد. قدّم التفسير المسؤول لا السائل، ولذلك استغنت مَنْ في الاستفهام عن الصلة.
فإن قلت: مَنْ عندك؟ فإن عندك [ليست] صلة مَنْ؛ لأن مَنْ وما اسمان مبتدآن، وما بعدهما خبر لهما. وكذلك قولك: من يأتني آته، لا يحتاج إلى صلة لأنك مشترط، إنما أردت أن تقول: إن كان منك إتيان كان مني مثله. فلما كان من وما في هذا المعنى استغنى عن الصلة.
ومن قد تكون بمعنى الجَحْد وإن كان لفظها استفهاماً، كقوله تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً} أي ليس [أحد] أحسن من الله حكماً؛ ومثله: من أعرف من زيد؟ أي ليس أحد أعرف منه.
ما
ما ومن أصلهما واحد؛ قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ