وَالأُنْثَى}، وقوله:{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا، وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا، وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} هي في هذه المواضع بمعنى مَنْ. قال أبو عمرو: وهي بمعنى الذي، قال: وأهل مكة يقولون إذا سمعوا الرعد: سبحان ما سبحت له. قال الفراء: أراد وخلقه الذكر والأنثى، وزعم أنه في قراءة بعضهم: وما خلق الذكر والأنثى. قال ابن الأنباري: من لا تكون إلا للناس، وما لغير الناس ولا يكون للناس، تقول: ما أكلت خبزٌ، تجعله لغير الناس؛ ولا يجوز: ما ضربت زيد، لأنها لا تكون للناس.
وما حرف تكون جحداً وجزاء وصلة واسماً غير آدمي. وهي ترفع الاسم وتنصب الخبر في قول أهل الحجاز إذا حسن في الخبر الباء، تقول: ما زيد أخانا، لأنك تقول: ما زيد بأخينا. وفي القرآن:{مَا هَذَا بَشَراً} لأن الباء تحسن فيه، تقول: ما هذا ببشر. وتميم ترفع [خبر] ما، تقول: ما زيد أخونا، جعلوها حرفاً مثل إنما وهل. وعلى هذا قراءتهم: ما هذا بشرٌ، إلا من عرف كيف الآية مكتوبة في المصحف.
قال الشاعر:
أتيما تجعلون إلي نداً ... وما تيم لذى حسب نديد
فهذا على لغة تميم، ولو كانت حجازية كان: نديداً.
وتقول: ما عمرو إلا أخونا، فيستوي في اللغتين. وفي القرآن:{ما هُوَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} و {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ}، الباء لا تحسن فيها إلا: ما عبد الله إلا