قال السجستاني: بعض أهل الحجاز يقول: هو ذا بفتح الواو؛ وهو خطأ، لأن العلماء الموثوق بعلمهم اتفقوا على أن هذا من تحريف العامة وخطئها. والعرب إذا أرادت معنى هو ذا قالوا: هأنذا أفعل كذا؛ ويقول الاثنان: ها نحن ذان [نفعل كذا]؛ ويقول الجميع: ها نحن أولاء نفعل كذا. ويقال للمخاطب: هأنت ذا؛ وللاثنين: ها أنتما ذان؛ [وللجميع]: هأنتم أولاء تفعلون. ويقال للغائب: ها هو ذا يفعل؛ والاثنين: ها هما ذان يفعلان؛ وللجميع: ها هم أولاء يفعلون. قال:
هأنذا آمل الخلود وقد ... أدرك عمري ومولدي حجراً
وقال الله تعالى:{هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ}؛ أراد: هؤلاء أنتم، ففضل لذلك المعنى. قال أمية:
لبيكما لبيكما ... هأنذا لديكما
وإنما يجعلون المعنى بين ها وذا إذا قربوا الخبر؛ فمعنى هأنذا أفعل: قد قرب فعلي له.
هاتِ
تعني: أعطني؛ مكسورة التاء مثل: رام وغاد وعاط فلاناً؛ ومنه قوله تعالى:{هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}، أي ائتوا به. قال الفراء: لم تسمع هاتيا للاثنين، إنما تقال للواحد والجمع؛ وللمرأة هاتي، وللنساء هاتين.
ويقال: ما أهاتيك، بمنزلة ما أعاطيك. وليس في الكلام هاتيك، ولا يتمنى بها.