وسميت الهاجرة لوقتها وهو انتصاف النهار وشدة الشمس؛ قال الأعشى:
وإدلاج ليل على غرة ... وهاجرة حرها يحتدم
ويروى: محتدم. والحدم: شدة إحماء الشمس والنار ونحوها.
وهجر فلان فلاناً، معناه: ترك تعاهده وكلامه. والهجر: الهجران؛ وقوله تعالى:{اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} أي يهجرونني وإياه.
والهجران: المصارمة، وهو أن يهجر الرجل أخاه لا يكلمه. وفي الحديث:"لا يهجر الرجل أخاه أكثر من ثلاثة أيام". واشتقت هجرة المهاجرين؛ لأنهم هجروا الديار والأولاد والعشيرة كفعل أهل الرقيم. وقال عمر رحمه الله: هاجروا ولا تهجروا، أي أخلصوا الهجرة ولا تشبهوا بالمهاجرين، كما تقول: يتحلم وليس بحليم. قال الشاعر:
وأكثر هجر البيت حتى كأنني ... مللت وما بي من ملال ولا هجر
والهُجْر- بالضم: هذيان المبرسم وداؤه؛ وبشأنه قوله تعالى:{سَامِراً تَهْجُرُونَ} أي: تهذون في النوم. قال الشاعر وهو الكميت:
ولا أشهد الهجر والقائليه ... إذا هم بهينمة هينموا
الهينمة: الصوت الخفي شبه قراءة غير بينة. واليهود يهيمنون في بيعتهم؛ قال الشاعر: