خارجة بن شيبان والحارث بن عوف، وضرب مؤخر راحلتيهما بالسيف وقال: مالي وهذه الحمالة أيها [العشمتان] فد فقأت عين بعير عن ألف بعير. قالوا: وما عندك؟ قال: عندي رضى كل ساخط، وقِرى كل نازل، وخطبة من لدن تطلع الشمس إلى أن تغرب، آمر فيها بالصلة، وأنهى فيها عن القطيعة، وأخوف فيها درك العواقب، وما تخفى به النوائب. فزعموا أنه خطب من غدوة إلى الليل. فقال قائلهم، وهو يذكر غيره:
فلو قال حتى تغرب الشمس قائماً ... لكان كقيس في ديار بني مُر
وهو خطيب قيس في الجاهلية، وخطيبهم في الإسلام سحبان بن وائل الباهلي.
ومن أهل عمان من الخطباء: صحار العبدي الخطيب، صاحب الخلفاء. ومن خطباء أهلها المذكورين المشهورين: صعصعة بن صوحان، وزيد، وأخوهما، خطباء مصاقع. ومن خطبائهم مرة بن التليد، وهو من الأزد، لم يكن في الأرض أجود منه ارتجالاً وبديهاً، ولا أعجب فكراً وتحبيراً منه. وكان رسول المهلب إلى الحجاج، وله عنده كلام محفوظ.
ومنهم عرفجة بن هرثمة البارقي. ومنهم بشر بن المغيرة بن أبي صفرة، ولم يكن في الأرض عماني أنطق منه. وكان خطيب مصر يحيى بن يعمر، وكان