وأوضحه ورتبه وشرحه. وهو صاحب العروض والنقط والشكل، والناس تبع له، وله فضيلة السبق إليه، والتقدم فيه.
ومنهم: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، وهو صاحب كتاب "الجمهرة"، وله مصنفات كتب عدة. وهو الخطيب المذكور، والشاعر المشهور، والفصيح الذي يقف عن كلامه البلغاء، ويعجز عن آدابه الأدباء، وتستعير منه الفصحاء، وتستعين بكلامه الخطباء. وهو خطيب في شعره، ومصقع في خطبه، وقدوة في أدبه، وحكيم في نثره، ومجيد في شعره، لا زيادة عليه في فنون العلوم والآداب. وليس هذا مما وضعت له هذا الكتاب، ولكن يذكر الشيء بمثله.
فصل
قال العتابي: إذا حُبس اللسان عن الاستعمال اشتدت [عليه] مخارج الحروف. وزعم محمد بن الجهم أنه أطال الفكر في أيام محاربة الزط، فاعترته حبسه في لسانه.
وقال ابن المقفع: إذا كثُر تقلب اللسان رقت جوانبه وطالت عذبته.
قال الله تعالى، حكاية عن موسى، عليه السلام:{وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي}. والعقدة: رتَّة كانت في لسانه لجمرة بادر إدخالها في فيه إذ