لعلكما ابني منذر أن تبينا ... ضحي غد من ذو العطاء المحلل
وقال آخر:
أياما أحيسنها مقلةً ... ولولا الملاحة لم أعجب
أياما، يريد: ياما، والألف افتتاح كلام في النداء، مثل: أيا صاحب. وأحيسنها: تصغير أحسنها. ومقلة، نصب بحذف مِنْ، يريد: من مُقلة، فحذف من فنصب مُقلة.
والعرب [تقول]: ما أحيسن أخاك، فتصغّره لأنه على لفظ الاسم، وهو في المعنى على تقطيع المعني. وحكاه الكسائي عن العرب، [يقولون]: ما أميلحه.
يقولون: لله درُّك رجلاً، ينصبون رجلاً. التفسير: يريد: ما أظفرك من رجل.
ورُبَّ اسم إذا صُغِّر كان أملأ للصدر، مثل قولك: أبو عبيد الله، هو أكبر في السماع من أبي عبد الله. وكعب بن جعيل هو أفخم من كعب بن جعل.
وربما كان التصغير خلقة وبنية لا تتغيَّر، مثل: الحُميّا، وهنيدة، والقُطيعا، والمريطا، والسميرا. وليس هذا كقولهم: القصيرا. وفي كبيد السماء، والثريا. وكذلك: مهيمن، ومسيطر، ومبيقر، وكميت؛ فهذه أسماء جاءت مصغرة، ولا مكبر لها.
ومما جاء من طريق التحقير قولهم: بُخيل ونذيل. وقد قرئى: {وَمريته حَمَّالَةَ