للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال، جل وعلا: {اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً}. كل هذا لفظ المذكر ولامؤنث فيه سواء؛ لأنك تقول: عتايعتو، ودعا يدعو، ورجا يرجو. وكذلك: هن يتلون كتاب الله؛ لأنك تقول: تلا يتلو. وهن يقرأن، وما أشبه ذلك.

وإذا حملوا المعنى على المكان ذكروا الفعل في المؤنث.

قال:

فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها

ولم يقل: أبقلت، فذكَّر الفعل، وهي الأرض، وهي مؤنثة؛ لأنه أراد المكان؛ لأن الأرض مكان.

وقد قالوا: هؤلاء بنو نعش، يريدون: بنات نعش.

وقال الشاعر:

تمزَّزتها والديك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا

فذكر بنات نعش. وإنما ذكروا لأن أول أحوال الأسماء التذكير، فردوه إلى المذكر. وقد قالوا: أمة الله جاء وهذا قبيح في الشعر.

قال:

فإما تري لمَّتي بدّلت ... فإن الحوادث أودى بها

<<  <  ج: ص:  >  >>