غيره، والأول المعمولُ به. والفُقوعُ لا يوصف به من الألوان إلا الصفرة. قال الفراء: الصفرُ من الإبل: سودها. ألا ترى الأسود من الإبل إلا وهو مُشْرَبٌ صُفْرَة، فلذلك سمت العربُ سود الإبل صُفْرَها كما سموا أبيض الظباء أدماً لما يعلو بياضها من الظلمة. والعربُ يسقطون المضاف من الاسم استغناء بالاسم عنه، وذلك في الأسماء المشهورة فيقولون: إنما السخاء حاتم، وإنما الشعر زهير. يريدون سخاء حاتم وشعر زهير. قال الله عز وجل ١/ ٢٦٩ {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} فاستغنى بذكر الأول عن الآخر فأسقطه، لأن المعنى معروف. قال النابغة:
وكيف تخاللُ من أصبحت ... خلالته كأبي مرحبِ
أي كخلالةِ أبي مرحب. وكذلك يجعلون الفعل خبراً للاسم إذا كان في محل المصدر. وأنشد الفراء:
لعمرُك ما الفتيانُ أن تنبت اللحى ... ولكنا الفتيانُ كل فتى ندبِ
جعل أنْ [تَنْبُتَ] خبراً للفتيان، لأن المعنى: ما الفتيان بنبات لحاهم. والعربُ تقولُ: رَنَوْتُ، أي طربتُ، كلمة سائرة في أفواههم. والراني: الطربُ، ورنوتُ: نظرتُ. والعربُ قد تنفي الشيء ثُمَّ تثبته بعد. قال