للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال جميل:

رمى الله في عيني بثينة بالقذى ... وفي الغُر من أنيابها بالقوادح

وفي وجهها الصافي المليح بقتمة ... وفي قلبها القاسي بود ممانح

كل هذا لا يريدون به دعاء ولا ذماً ولا إهلاكاً في الحقيقة، ولكنه على وجه المدح والتعجب من الشيء والاستحسان له وعلى كلامهم، وذلك من مذاهبهم. وقيل في قول جميل: (رمى الله في عيني بثينة بالقذى) أراد بعينيها: رقيبيها. يقال للرقيب عين. وأنيابها ساداتُ قومها. يقال للسيد ناب. قال امرؤ القيس:

فلما دخلتُ الخدر خدر عنيزة ... فقالت لك الويلات إنك مرجلي

قال الأصمعي: عنيزة لقب لفاطمة. وفيه قولان: أحدهما أن يكون دعاء منها عليه في الحقيقة. والقولُ الآخر أن يكون دعاء منها له كما تقول العرب للرجل إذا رمى فأجاد: قاتله الله ما أرماه! على ما تقدم من التفسير. قال الشاعر:

لك الويلات أقدمنا عليهم /١/ ٢٧٢ ... وخيرُ الطالب الترة الغشوم

وقالت الكندية ترثي إخوتها:

هوت أمهم ماذا بهم يوم صرعوا ... ببيسان من أنياب مجد تصرما

ويُروى: أسباب مجدٍ. قولها: هوت أمهم، دعاء عليهم في الظاهر، وهو دعاء

<<  <  ج: ص:  >  >>