لهم في الحقيقة. والجواب الثاني أن هذا الكلام مخرجه من الرسول صلى الله عليه وسلم مخرج الشرط وأنه قال صلى الله عليه وسلم (عليك بذات الدين تربت يداك) إن لم تفعل ما أمرتك به. وهذا حسن. اختيار ثعلب والمبرد. قال بعضهم أراد بقوله - عليه السلام - تربت يداك ذهب إلى الغنى. وهذا غلط، لو أراد الغني لقال أتربت يداك لأنه يقال: أترب الرجلُ إذا كثر ماله بالألف فهو مترب وترب يترب بلا ألف إذا افتقر. ومثل قوله - صلى الله عليه وسلم - في الرجل، قوله - صلى الله عليه وسلم- لصفية بنت حُيي حين قيل له يوم النفر إنها حائض فقال:(عقري حلقي ما أراها إلا حابستنا)، أي عقرها الله فأصابها بوجع في حلقها. قال أبو عبيد: إنما هو عقراً حلقا. وأصحاب الحديث يقولون: عقري حلقي. وهذا كلام جارٍ على ألسنة العرب، يقولون لا يريدون وقوعه. ومن المعنى الأول في الدعاء قول الله عز وجل {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} و {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} و {قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، وأشباه ذلك. وأما ما هو دعاء منهم حقيقة على الإنسان قولهم: فاهاً لفيك. ومعناه الخيبة لك. وأصله جعل الله لفيك الأرض كما يقال لفيك الحجر وبفيك الأثلبُ. ويقال: الأثلبُ - بالفتح والكسر- والأثلبُ: التراب.