الله - عز وجل- {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} بالتخفيف قرأها ١/ ٢٧٧ الكسائي وأبو عبد الرحمن السلمي وقتادة مخففة يريدون غضب منه وجازى عليه. ولعمري لقد جازى حفصة بطلاقها. قال المفضل: وهو وجهٌ حسن. والعربُ كلها تُخفف الميم. ومثلها في حال الرفع مثل {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} أنمنحكموها ويثبتون في حال النصب ما كنت لألزمكموها وما كنت لأمنحكموها والعربُ تكتفي في المدح والذم. بأفعل في كلامها لتعلمهم بالمعنى فيقولون الصلاة والصومُ أفضلُ من سائر الأعمال، وعبد الله أسخى من غيره. وقال الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لا ... بيتاً دعائمه أعز وأطول
أي من بيوتكم فاكتفى عنه للعلم به. والعربُ تقول: إذن أضربك بالنصب، فإذا قالوا: أنا إذن أضربكُ رفعوا الفعلَ أولى بالاسم من إذن كأنهم قالوا: أنا أضربُك إذن. قال الفراء: وقد نصبت العرب بإذن وهي بين الاسم وخبره في إنَّ وخبرها فقالوا: أني إذن أضرِبَك. وأنشد: