يُقال: طار من كذا، إذا استخف، وطار من الحزن أي جُنَّ، والعربُ تقول: عندي دابتان أركبهما وأستقي عليهما الماء، وإنما يَرْكَبُ واحدةُ منهما ويستقي على الأخرى، وذلك لاجتماعهما. قال الله عز وجل {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} وإنما يستخرج من الماء المِلْح دون العذب فجاز ذلك لاجتماعهما. واللفظ بالألف يكون استفهاماً والمعنى خبر، وإنما تكلمت به العربُ في خمسة أحرُف في سواء، وفي لأنظرن أقام عبد الله أم زيد؟ ولأعلمنَّ ١/ ٢٧٨ عمرو ذاهبٌ أم محمد؟ وما أبالي افتقرت أم استغنيت؟ وليت أزيدٌ قام أم عمرو؟ وأنشد الفراء:
سواء إذا ما أصلح الله أمركم ... علينا أدس مالكم أم أضارم
وأنشد:
سواء عليك العقر أم أنت نازلاً ... بأهل البيوت من سليم وعامر
وقال حسان:
ما أبالي أنب بالحزن تيسٌ ... أم لحاني يظهر غيبٍ لئيم