للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتلك تُبلغني النعمان أن له ... فضلاً على الناس في الأدنى وفي البَّعُد

قال: أراد البُعْد فثقل. وهو كثيرٌ في الشعر والكلام مثل نُصُبٍ ونُصْبٍ، وسقم وسَقَم ١/ ٢٨٠ وحُزْن وحَزَن. والعربُ تقولُ: مررتُ برجل حسن العين قبيح الأنف، والمعنى حسنةٌ عينُه قبيحٌ أنفه. وأنشد الفراء:

ولكن ترى أقدامنا في نعالكم ... وآنفنا بين اللحى والحواجب

معنى آنفنا بين لحاكم وحواجبكم في الشبه. والعربُ تقول: هذا حسنُ الوجه قائماً، فإذا كان النعتُ ذماً أو مدحاً آثرت العربُ اتباعه الاسم فقالت: هذا حسن الوجه كريم، وهو شر.

أنشد الفراء:

ومن يشوه يوم فإن وراءه ... تباعة صياد الرجال غشوم

يشوه: يخطيء مقتله. متباعةُ: طلب. وصياد الرجال يعني الموت.

خفض الغشوم لأنه نعت لصياد في مذهب مدح. ولو نصبه على أن لفظه نكرة، ولفظ الذي قبله معرفة لجاز. والعربُ تقول للرجل الذي تعظه ما يصير إليّ من هذا الأمر فخذه، أي لستُ أريد منه شيئاً. قال الله عز وجل {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} معناه: هل ترونني أريد على ذلكم منكم أجراً. وعن بعض العربَ قال: فلان يُرجَّلُ شعره يوم كل جمعة، يريد كل يوم جمعة. والمعنى واحد، قال الله - عز وجل-: {عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}. وفي قراءة عبد الله: على

<<  <  ج: ص:  >  >>