أن تقدم الحروف وتؤخرها، وتزيد وتنقص، وتسكن وتحرك، وتكسر وتفتح، وتضم وتكرر الحرف، فلذلك كَثُر. وتثقله وتخففه؛ ألا ترى أنك تستخرج من الخاء واللام والدال كلاماً كثيراً، فتقول: خلد فيدل على أنه بقي. ثم تقول: خُلد، فيدل على أنه البقاء؛ فقد جئت بمعنيين لضمك الخاء مرة وتسكين اللام، وفتح الخاء مرة أخرى.
ثم تقدم الحرف وتؤخر الآخر فتقول: دخل فيدل على أنه ولج فيما مضى. ثم تقول خدل، فيدل على أنه ممتلئ؛ لأنه يقال للساق خدلة إذا كانت ممتلئة.
ثم تزيد الألف، فتقول: خالد، فينتقل إلى معنى باق؛ لأنك تقول خُلِّد فهو خالد. فيتولد من ثلاثة أحرف كلام كثير.
فصل
وكلام العرب مبني على أربعة أصناف: على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي.
فالثنائي: ما يكون منه على حرفين نحو: قد، هل، بل، ونحوه.
والثلاثي: نحو: ضرب، خرج، دخل.
والرباعي: مثل: دحرج، قرطس، هملج وهي أفعال.
ومن الأسماء نحو: عبقر، عقرب، قرعب، وما أشبهه.
والخماسي من الأفعال: اسحنك واقشعرَّ واسحنفر. ومن الأسماء نحو: سفرْجل وشمرْدل، وكنهبل شجر.