ولم يأت شيء من كلام العرب يزيد على خمسة أحرف إلا أن يلحقها زيادات ليس من أصلها ثم توصل حكاية بحكاية، كقول الشاعر:
فتفتحه طوراً، وطوراً تجيفه ... وتسمع في الحالين منه جلنبلق
يحكي صوت باب ضخم في حال فتحه وإصفاقه، وهما حكايتان متباينتان جَلْنْ على حدة، وبلق على حدة، إلا أنهما التزقتا في اللفظ، فظن [السامع] غير البصير أنهما كلمة واحدة. ونحو ذلك قول الآخر في حكاية جري الدواب:
جرت الخيل فقالت: ... حَبَطَقْطَقْ [حَبَطَقْطَقْ]
وإنما ذلك إرداف أُردفت به الكلمة، كما أردفوا العصبصب، وهو من العصب، [يقال]: يوم عصيب عصبصب.
وليس في كلام العرب كلمة خماسية صدرها مضموم وعجزها مفتوح إلا ما جاء من البناء المرخم نحو الذُّرَحْرَحَة والخُبَعْثِنَة. وأما السُّقُرْقَع فشراب لأهل