فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... فراقك لم أبخلْ وأنتِ صديقُ
فخفف مع الكاف. وقال آخر:
أكاشره وأعلم أن كلانا ... على ما شاء صاحبه حريص
أراد أنَّ فخففها. وأن الثقيلة منصوبة الألف إذا حَسُن في موضعها ذاك أبداً نحو قولك: قد بلغني أنه ظريف، لأنك قد تقول: قد علمتُ ذاك، وما لم يحسن في موضعه ذاك فهو إنَّ مكسورة. تقولُ: إنَّ زيداً منطلق لأنَّه لو ألْقَى إنَّ وما عملت فيه ثم قال ذاك لم يكن كلاماً وإنَّ بمنزلة الفعل وأنّ بمنزلة أسماء الفاعلين. وإذا حسُن أن تجعَلَ مظانّ أن وما عملت فيه ذاك حرفاً من حروف الجر فهي أيضاً أن مفتوحة. تقولُ: أشهدُ أنك ظريفٌ، لأنك تقول: أشهدُ على ذاك، فكلُّ ما حسُن فيه ذاك فهو أنَّ بالفتح. قال الله - تعالى-: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ} على معنى أوحى إليَّ بذاك. وقد يخففون أنّ ومعناها التثقيل مع سوف وقد ولا ومع السين. تقولُ: قد علمتُ ١/ ٣٤٢ أن سيذهبون وأن سوف يذهبون وأن لا يذهبون، لأنك تقول: قد علمتُ أنكم لا تذهبون، فكل ما حسُنَ فيه الضمير هكذا فإنَّ فيه ثقيلة في المعنى، والفِعْلُ بَعْدَها رَفْعٌ نحو قولك: قد علمت أنْ لا تضربُها لأنَّك