تقول: علمت أنَّك لا تضربها، وظننت أن لا تضربُها لأنك تقول: ظننت أنك لا تضربها، وإنما احتمل التخفيف، لأن هذه لحروف التي تكون معها عوضاً من الثقيل، وحذف الإضمار. وقد قُريء هذا الحرف رفعاً ونصباً {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} وتكونُ. ولا يجوز نصب شيء من هذا مع السين ولا مع سوف ولا مع قد، إنما يجوز مع لا خاصة، لأنَّ لا لا تحولُ بين العامل وعمله. تقول: أمرتُه أن لا يصنع ذاك وأخبرني أن سيصنع ذاك، وأن سوف يصنع ذاك. وأن الرجلُ يئن أنيناً من الأنين. قال:
يشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريضُ إلى عُواده الوصيبُ
والخشاش: ما في أنف البعير. والعِران أن يُجعل في البرة وهو بين المنخرين ويكون للبخاتي. والبُرة تكونُ في أحد جانبي المنخرين وهي من صُفْرِ أو فضة، وربما كانت من شعر، فإذا كانت من شعر فهي الخُزامة. يُقال: خششتُ الناقةَ بالخشاش وعرنْتُها بالعِران وخزَمْتُها بالخُزامة وزمَمْتُها وخطمْتُها وأبْرَيتُها بالبُرة. هذه وحْدَها بالألف.
أنَّ وإنَّ
أعْلَم أنَّ أنّْ تُخَفَّف وتثقل، ومعنى التخفيف بها التثقيل، ثم اعْلَم أنَّ إنَّ في أربعة مواضع مكسورة الألف. عند الابتداء، وعند لام الخبر، ١/ ٣٤٣ وَبَعْد القول وبعد