ولم يجيء في كلامهم على بناء العمد إلا أربعة أحرف: أديمٌ وأدَم، وعمود وعمد، وأفيق وأفق، وإهاب وأهب. وزاد الفراء حرفاً خامساً: وقضيم وقضم يعني العكاك والجلود. وقرأ أهل الكوفة عُمُد، بضمتين، وهو أيضاً جمع عمود مثل رسول ورسل. وروي عمد، بفتح العين وإسكان الميم، والأصل الحركة.
وليس في كلامهم على بناء فَعِلّى من الرباعي إذا فتح صدره وكُسر من حشوه، إلا مثقلاً بالياء المرسلة، وهو بناء نزر نحو: المرعزَّى والشَّفْصلى، وليست المرعزى [على] تقدير مفعلَّى، ولكنها على تقدير فعللى. وكل فعل رباعي ثقل آخره فإن تثقيله معتمد على حرف من حروف الحلق.
ولا يكون في كلامهم فعل أبداً في الأفعال، تقول: ضرب، قتل، عَلِم ظرف، فثانيه متحرك أبداً. وليس في كلامهم يكون على حرفين غير سبع كلمات وهن: ذو وفو وأخو وأبو وحمو وامرؤ وألو. والعرب لم تتكلم قط باسم على حرفين آخره ساكن. والأسماء النواقص قد حكاها النحويون كلهم وما ذكروا فيها ساكناً إلا فو وفا وفي.
وليس في الكلام أفعيل ولا أفعول ولا أفعال ولا أفعيل ولا إفعال ولا أفاعل ولا أفاعيل إلا للجمع. ولا فاعل ولا فاعَيْل ولا فَاعَوْل ولا فاعلاء، ولا شيء لم نذكره من هذا النحو. ولا مِفعال ولا فعلال ولا تَفْعَال إلا مصدراً. ولا فِعِلان ولا فِعُلان ولا فُعُلان، ولا ما كان من هذا النحو. ولا فُعيال ولا فَعْوال ولا فعيلاًز ولا فِعَلَى ولا فَعِلَى ولا فعيلان ولا فِعُلان.