والباء تُجعلُ على وجوه، فمنها أنْ تدل على السبب كقولهم: القوةُ بالله، وعن فلان بفلان، ومنها أن تدل على المحل كقولهم: بوجه فلان آخر. ومنها أن تكون للمجازاة كقولك: أكرمْتُك بإحسانك، قال الله-تعالى-: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}. قال الشاعر:
بما كنت تقفوه بزادك كله ... وتلحقه عند العشاء الملاحقا
يعني فرساً، وتقفوه أي تَحُفُّه به. وتكون للبدل قال الأعشى:
على أنها إذ رأتني أقا ... دُ [قالت] لما قد أراه بصيراً
أي هذا بذاك. ويزيدون الباء في أول الكلمة. قال عز وجل:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}، قيل في التفسير: إلحاداً بِظُلْم. و {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} قيل: تُنْبِتُ