للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولهم: فلان بيضةُ البلد. هو من الأضداد إذ يكون مدحاً وذماً يرادُ به واحد البلد الذي يجتمع إليه ويقبل قوله. قالت امرأةت ترثي عمرو بن عبدود، وتذكر قتل علي إياه:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله ... بكيته ما أقام الروح في جسدي

لكن قاتله من لا يُعاب به ... وكان يُدعى قديماً بيضة البلد

وأما الذمُّ فإنه يُراد به أنه منفرد لا ناصر له بمنزلة البيضة التي يقوم عنها الظليم وبتركها منفردة لا خير فيها ولا منفعة، قالت امرأة ترثي بنين لها:

لهفي عليهم لقد أصبحت بعدهم ... كثيرة الهم والأحزان والكمد

قد كنت قبل مناياهم بمغبطة ... فصرت مفردة كبيضة البلد

والبلَدُ: كل موضع مستحيز من الأرض عامراص كان أو [غير] عامر أو خالياً أو مسكوناً فهو بلدٌ، والطائفة منه بلدة والجمع البلاد والبلدان اسم على الكورة. والبلدُ: المقبرة، ويقال هو نفس القبر. وقال:

كل امريء تاركٌ أحبته ... ومسلمٌ وجهه إلى البلد ١/ ٤١٧

<<  <  ج: ص:  >  >>