وعن ابن عباس في قوله - تعالى-: {وَأَنَّى لَهُمْ التَّنَاوُشُ} قال: هو الرجوع. وأنشد:
تمنى أن تؤوب إليك مي ... وليس إلى تناوشها سبيل
فمعناه إلى رجوعها.
وقَوْلُهم: قد توَسَّمْتُ فيه الخَيْرَ
فيه قولان: أحدهما: رأيتُ فيه الخير، والآخر: رأيتُ فيه حُسْنَ الخير ويكون مأخوذاً من الوسامة، وهي الحُسْنُ، ومنه قوله-تعالى-: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} فيه ثلاثة أٌوال: قال مجاهد: المسومة: المُطَهَّمَة الحسان. ويُقال: المعلمة بالسيما. قال كعب بن مالك يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
أمينٌ محبٌّ في العباد مُسومٌ ... بخاتم رب قاهر للخواتم
ويقال: المُسَومَة: المرعية. يقالُ: أسميت الإبل وسامت هي. قال الله- عز وجل-: {فِيهِ تُسِيمُونَ} ثم قال الشاعر:
وأسكن ما سكنت ببطن وادٍ ... وأظعنُ إن ظعنتُ فلا أٍيمُ
وقولُهم: قَدْ تَرَيَّش الرَّجُلُ
معناه: قد صار إلى معاش ومالٍ. قال الله: {وَرِيشاً وَلِبَاسُ