قتلوا ابن عفان الخليفة محرماً ... ودعا فلم أر مثله مخذولا
وإنما جعله محرماً لأنه قتل في ذي الحجة، وقال قومٌ: معنى قوله محرماً، أي له حرمة الإسلام، ويُقال للرجل إذا كانت له حرمة: إنه لمحرمٌ. ومنه قول زهير:
جعلن القنان عن يمين وحزنه ... وكم بالقنان من مُحل ومُحرم
يعني بالمحرم الذي له عهدٌ وحرمةٌ، والمحل الذي لا عهد له قد خرج من العهد ١/ ٥٠٦ وقال آخر:
قتلوا كسرى بليل محرماً ... فتولى لم يشيع بكفن
ويقال: أحرمنا دخلنا في الشهر الحرام، وأحللنا: خرجنا من الشهر الحرام إلى أشهر الحل. ويقال: حل من إحرامه يحل حلاً بغير ألف، وقد أحرم. قال أبو عبيدة: يُقال: حلَّ الرجل من إحرام وأحل جميعاً. ويقال: رجلٌ حلالٌ وحِلٌّ. والحلٌّ ما جاوز الحرم، والحلُّ: الحلالُ نفسه. ويقال للرجل الذي لا يرى للشهر حُرمةٌ ولا يتدين باجتناب ما يجتنب فيه: رجلٌ مُحِلٌّ أي قد أحل الحرام، كما قيل لابن الزبير: مُحِل لأنه قاتل بمكة. ١/ ٥٠٧ ابن أبي ربيعة:
ألا إن قلبي معنى غزل ... يحب المحلة من أحب المحل
وأحرم الرجل: إذا دخل في عمل الحج وأوجبه على نفسه فهو محرمٌ، وقوم حرام قد أحرموا للحج، وقيل: هو ذو رحم مُحْرِمٍ ومُحْرِمٌ بالرد على هو، والخفض بالرد على رحم.