للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجاء العاردي قال: سمعتُ ابن عباس يقول: السُّودُ من الكلاب الحِنُّ، والبُقْعُ منها الجِنُّ" ويقالُ: إنَّ الحِنَّ ضَعَفَةُ الجِنّ، كما أنَّ الجني إذا كفر وظلم وأفسد قيل: شيطان ماردٌ قوي على البنيان والحِمْلِ الثقيل وعلى استراق السَّمْع [فإذا زاد] فهو ماردٌ، فإنْ زاد فهو عفريتٌ، فإن زاد فهو عبقري، كما أن الرجل إذا قاتل في الحرب فأقدم ولم يُحْجِمْ فهو الشُّجَاعُ، وإنُ زاد فهو بطلٌ ١/ ٥١٠ وإن زاد فهو بُهْمَة، فإن زاد فهو أليسُ. هذا قولُ أبي عبيدة، وبعضٌ يَزْعُم أنَّ الحِنَّ والجِنَّ جنان وذهبوا إلى قول الأعرابي الذي أتى بعض الملوك ليكتب في الزَّمْنَي. قال:

إن تكتبوا الزمني فإني لزمن ... وظاهر الداء وداء مستكن

أبيت أهوي في شياطين تُرِنَ ... مختلفٍ نجواهم جِنّ وحِنّ

والحنينُ: معروفٌ، وحنينُ الناقةِ على معنيين، وحنينُها: صوتُها إذا اشتاقت إلى ولِدها، [وحنينُها نزاعها إلى ولدها] من غير صوت. قال رؤبة:

حنت قلوصي أمس بالأردن ... حِنَّي فما ظُلمت أن تحِنّي

والحَنَّانَةُ: الجِذْعُ الذي يَخْطُبُ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ تحولَ إلى المنبر فحنت إليه حتى ضمها إليه فسكنت وسُميت الحنانة. والحنَانُ الرحمة، والفعل منه التَّحَنُّنُ. قال امرؤ القيس:

<<  <  ج: ص:  >  >>