للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فليشكرها) معناه: فليصف صاحبها بإنعامه عليه. وقوله عليه [الصلاة والسلام] أزلت، أي أسديت إليه واصطنعت عنده. يقال منه: أزللتُ إلى فلان نعمة فأنا أزلُّها إزلالاً. قال كثير:

وإني وإن صدت لمثن وصادق ... عليها بما كانت إلينا أزلت

ورواه بعضهم: (من أُنزلت إليه نعمة) وليس بمحفوظ، ولا وجه له في الكلام، وقد يقع الحمد على ما يقع عليه الشكر، ولا يقع الشكر على ما يقع عليه الحمدُ. الدليل على هذا أن العرب تقول: قد حمدت فلاناً على حسن خلقه وشجاعته وعقله، ولا يقولون قد شكرت فلاناً على حسن خلقه وعقله وشجاعته، فالحمدُ أعم من الشكر، ولذلك افتتح الله - تعالى- فاتحة الكتاب به فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وقولهم: بَيْنَ حاذفٍ وقاذفٍ

الحاذفُ بالعصا، والقاذف بالحجارة. ويقال: بين حاذف وقاذ بحذف الفاء من القاذف. وقال بعضٌ: بقينا بين كل حاذف وقاذف، وبين كل ستوف وزائف. وتفسير ستوق وزائف تجده في حرف السين إن شاء الله.

وقولهم كُتِبَ بالحِبْرِ والمداد

سُمّي [الحِبْرُ] حِبْراً لأنه مُزين للكتاب أُخِذَ من قولهم: حَبَّرْتُ الشيء: إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>