للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} ومنهم من قال: ملكك الله، والتحية المُلْك، ومن قال: أبقاك الله، والتحية: البقاء، من قولهم: التحياتُ لله: البقاء لله. وفي بياك خمسةُ أقوال، منهم [من قال] هو إتباع لحياك لا يستعمل مفرداً لا معنى له. ومنهم من قال معناه: بوأك الله [فتركت العرب] الهمزة فقلبت الواو ياء ليزدوج مع حياك. ومنهم من قال: معناها أضحكك الله. ومنهم من قال: قربك الله، ومنهم من قال: اعتمدك الله بالخير.

وقولهم الحمد لله والشكر

بينهما فرقٌ، والعامةُ تخطيء في التأويل فتظن أنهما ١/ ٥١٥ بمعنى، وليس كذلك، لأن الحمد عند العرب الثناء على الرجل بأفعاله الكريمة، فهو [إذا] قال: حمدتُ فلاناً فمعناه أثنيت عليه ووصفته بكرم أو شجاعة أو حسب. قال الشاعر:

نزور امرءاً أعطى على الحمد ما له ... ومن يُعط أثمان المحامد يُحمد

معناه: أعْطَى على الثناء ما له. وقال زهير:

فلو كان حمدٌ يخلدُ الناس لم يمت ... ولكن حمد الناس ليس بمخلد

معناه: فلو كان ثناء يخلد الناس. والشكر معناه في كلامهم أن تصف الرجل بنعمةٍ سبقت منه إليك. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (من أزِلت إليه نعمةٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>