للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيها فَصَمٌ ولا وصَمٌ، مُطَّرِدَةٌ أَنهَارُهَا، مُتَدَلِّيَةٌ فِيهَا ثمارُها، فيها أزواجُهَا وخَدَمُهَا ومَسَاكِنُها، فليس أهلُ الجنةِ إلى شيءٍ أَشْوَقَ مِنهم إلى يوم الجمعة؛ ليزدادوا قُربًا مِن اللهِ ورِضْوَانًا» (١).

(٩٤) حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله بن عمر ?، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام للناس فَأَثْنَى على اللهِ بما هو أَهْلُهُ، ثم ذَكَرَ الدَّجَالَ فقال:

«لا أدري، أَتُدْرِكُونَهُ، ما من نَبِيٍّ إلا وقد أَنْذَرَهُ قومَهُ، لقد أنذره نوحٌ قومَهُ، ولكني أقول لكم قولا لم يَقُلْهُ نَبِيٌّ لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور، قال الزهري وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حذر الناس: إنه مكتوبٌ بين عينيه كافر، يَقْرَأُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَه، أو يَقْرأُهُ كُلُّ مؤمنٍ، وقال تَعْلَمُنَّ أنه لن يرى أَحَدُكُم ربَّه حتَّى يموت» (٢).

(٩٥) حدثنا سُلَيمانُ بن حَرْبٍ، حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن عطاء بن السَّائِب، عن أبيه، أن عَمَّارَ بنَ ياسِرٍ - رضي الله عنه - صَلَّى بأصحابهِ صلاةً أوجَزَ فيها، فقيل له خَفَّفْتَ، فقال: أما إِنِّي قد دعوتُ فيها بدعاءٍ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومضى، فَتَبِعَهُ رجلٌ فسأله عن الدعاء، ثم رجع إلى القوم فأخبرهم، فقال:

«اللهم إني أسألُكَ، بِعِلْمِكَ الغَيْبَ، وقُدْرَتِكَ على الخَلْقِ أَحْيِنِي، ما عَلِمْتَ الحياةَ خيرًا لي، وتَوَفَّنِي إذا كانت الوفَاةُ خيرًا لي، وأسألك خَشْيَتَكَ في


(١) صحيح، وقد تقدم تخريجه برقم (٧٥).
(٢) أخرجه البخاري (٣٣٣٧، ٧١٢٧)، ومسلم (٢٩٣١)، وأبو داود (٤٧٥٩)، والترمذي (٢٢٣٥)، وأحمد (٦٣٦٥)، وغيرهم، من طرق عن الزهري، به.

<<  <   >  >>