للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(٤٦) حدثنا عَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ، حدثنا ابنُ لَهِيعَةَ، عن بكر بن سَوَادَةَ، عن أبي تميمٍ الجَيْشَانِيِّ، عن أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

«إِذَا مَكَثَ المَنَيُّ في الرَّحِمِ أربعين ليلة، أتاه مَلَكُ النُّفُوسِ، فَعَرَجَ بِه إلى الربِّ في راحَتِهِ فيقول أي [رب: عَبْدُكَ هذا ذَكرٌ أم أُنْثَى؟ فَيَقْضِي اللهُ إليه ما هو قَاض، ثم يقول أي رب:] (١) أشقي أم سعيد؟ فَيَكْتُبُ بين عينيه ما هو لاقٍ، قَالَ وتلا أبو ذَرٍّ من فاتحة التَّغَابُنِ خَمْسَ آيات» (٢).

قال أبو سعيد رحمه الله: وإلى مَنْ يَعْرُجُ المَلَكُ بالمَنِيِّ، والله بِزَعْمِكُم الكاذب في رَحِمِ المرأةِ وَجَوْفِهَا مَعَ المَنِىِّ؟!

(٤٧) وحدثنا عُثْمَانُ بن أبي شيبة، حدثنا جَرِيرٌ، عن الأعْمَشِ، عن عمرو بن مُرَّةَ، عن أبي عُبَيْدَةَ، عن أبي مُوسى - رضي الله عنه - قال: قام فِيَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع كلمات فقال: «إِنَّ اللهَ لا يَنَامُ، ولا ينبغِي له أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ القِسْطَ


(١) ما بين معقوفين سقط من الأصل وأثبتناه من مصادر التخريج.
(٢) ضعيف الإسناد؛ أخرجه ابن وهب في القدر (٣٦)، والفريابي في القدر (١٠٢) موقوفًا، والطبري في التفسير (٢٣/ ٤١٦) موقوفًا، وابن بطة في الإبانة (١٤١٧) موقوفًا، جميعًا من حديث ابن لهيعة، به.
وهذا إسناد ضعيف لأجل ابن لهيعة، فهو في نفسه ضعيف وإن روى عنه مثل ابن وهب، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ١٤٧): «سُئِل أبو زرعة عن ابن لهيعة، سماع القدماء منه؟ فقال آخره وأوله سواء إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ، وكان بن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يحتج بحديثه»، وقد قال الذهبي: العمل على تضعيف حديثه، وقد ذكر هذا الحديث الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص ٤٥١)، وقال العلامة المعلمي اليماني: «وفي سنده ابن لهيعة، والمستنكر منه قوله «فيعرج به إلى الجبار» فقط، ومعناه بدونها ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود بدون تعرض للآية».

<<  <   >  >>