وما أشبه هذا في كتاب الله كثير، كل ذلك دليلٌ على أن الله - عز وجل - أنزله من السماء من عنده، ولو كان على ما يَدَّعِي هؤلاء الزائغة؛ أنه تحت الأرض وفوقها كما هو على العرش فوق السماء السابعة، لقال جل ذكره في بعض الآيات: إنا أطلعناه إليك، ورفعناه إليك، وما أشبهه.
وقال:{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ}[مريم: ٦٤] و {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣)} [الشعراء: ١٩٣] و {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}[النحل: ١٠٢] ولم يقل، ما نخرج من تحت الأرض، ولا يصعد منها.
قال أبو سعيد رحمه الله: فظاهرُ القرآنِ وباطِنُهُ يدل على ما وصفنا من ذلك، نستغني فيه بالتنزيل عن التفسير، ويعرفه العامة والخاصة، فليس منه