للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صنف كتابًا سماه "العالم" في اللغة يقول فيه ابن حزم، وهو يذكر أهم كتب اللغة التي ألفت في الأندلس: "ومنها كتاب أحمد بن أبان بن سيد في اللغة المعروف بكتاب العالم، نحو مئة سفر على الأجناس، في غاية الإيعاب، بدأ بالفلك وختم بالذرة" (١). فكتاب العالم من نمط كتاب المخصص، ولكن لم يشر ابن سيده في المخصص إلى كتاب العالم، فضلًا عن النقل منه (٢).

وهذا ثابت بن أبي ثابت وراق أبي عبيد (٢٢٤ هـ) من علماء القرن الثالث الهجري، وكتابه من أحسن الكتب المؤلفة في خلق الإنسان، وعاش بدون شك قبل أبي محمد، ولكن لا نرى له أثرًا في كتابه، بينما هو من أكبر مصادر ابن سيده في كتاب خلق الإنسان من المخصص.

وكتاب المخصص الذي ألفه ابن سيده قبل كتاب المحكم، لم يكن حظه من الاشتهار والانتشار كحظ المحكم. فلم يقف عليه القفطي المتوفى سنة ٦٢٤ هـ - وهو من هو في الشغف بالكتب واقتنائها - فإنه لما ترجم لان سيده في إنباه الرواة أثنى على كتاب المحكم ثناءً بالغًا، وذكر أنه "في وقف التاج البندهي بدمشق في رباط الصوفية". فلم يذكر كتاب المخصص بل اكتفى بقوله: "وله غير ذلك من الكتب الأدبية". ثم نقل عن ابن بشكوال أن من تواليفه "كتاب المحكم في اللغة وكتاب المخصص وكتاب ... " (٣) كأنه زاد ذلك فيما بعد لما وقف على كتاب الصلة. وكذلك السيوطي المتوفى في سنة ٩١١ هـ لم يشر إلى كتاب المخصص في ترجمة ابن سيده في بغية الوعاة (٤) ولا ذكره في كتاب


(١) انظر معجم الأدباء ١: ١٦٤ حاشية المحقق. وقد وصل إلينا السفر الثالث منه، وهو يشتمل على فصول في خلق الإنسان. انظر سزكين المجلد الثامن: ٤٩١ (الترجمة العربية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، ١٤٠٨ هـ).
(٢) وقيل إن كتاب العالم هو أصل المخصص، بل سلخه ابن سيده سلخًا. انظر بحوث وتحقيقات للميمني، إعداد محمد عزير شمس، دار الغرب الإسلامي بيروت، ١٩٩٥، ١: ١٤.
(٣) إنباه الرواة ٢: ٢٢٦.
(٤) بغية الوعاة ٢: ١٤٣.

<<  <   >  >>