للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بخط المؤلف، ولكن غلبت على المحقق حكاية المزهر، وهي كما أوردها السيوطي:

"وقال بعضهم: كان لأبي علي القالي نسخة من الجمهرة بخط مؤلفها، وكان قد أعطي بها ثلاثمائة مثقال، فأبى، فاشتدت به الحاجة، فباعها بأربعين مثقالًا، وكتب عليها هذه الأبيات:

أنست بها عشرين عامًا وبعتها ... وقد طال وجدي بعدها وحنيني

وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلّدتني في السجون ديوني

ولكن لعجز وافتقار وصبية ... صغار، عليهم تستهل شؤوني

فقلت ولم أملك سوابق عبرتي ... مقالة مكوي الفؤاد حزين

وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين

قال: فأرسلها الذي اشتراها وأرسل معها أربعين دينارًا أخرى. وجدت هذه الحكاية مكتوبة بخط القاضي مجد الدين الفيروزابادي صاحب القاموس على ظهر نسخة من العباب للصغاني، ونقل من خطه تلميذه أبو حامد محمد بن الضياء الحنفي، ونقلتها من خطه" (١).

هذه الحكاية التي أسندها الفيروزابادي إلى شخص مجهول، قد وقع فيها عدة أخطاء أهمها أن الذي باع نسخته من الجمهرة، وكتب هذه الأبيات التي ضمنها بيتًا قديمًا - وهو البيت الأخير - هو أبو الحسن علي بن أحمد الفالي (بالفاء) المتوفى سنة ٤٤٨ هـ، لا أبو علي القالي (بالقاف) المتوفى سنة ٣٥٦ هـ. أطبقت على ذلك كتب التاريخ والتراجم، ولم يشذ عنها إلا هذه الرواية المدخولة (٢).


(١) المزهر ١: ٩٥.
(٢) انظر المنتظم لابن الجوزي، دائرة المعارف العثمانية، جيدراباد، الهند ٨: ١٧٤، ومعجم الأدباء ٤: ١٦٤٦، ووفيات الأعيان تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، =

<<  <   >  >>