للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تعب حتى يجدها" (١).

هذه هي المناهج التي اتبعها أصحاب غريب الحديث في ترتيب مؤلفاتهم، ثم كان لكل كتاب منها سمات خاصة في تفسير الغريب لا موضع لتفصيلها هنا.

الكتب المذكورة آنفًا تناولت غرائب الأحاديث والآثار بصورة عامة. وهناك قسم من كتب الغريب قصرها مؤلفوها على كتاب من كتب الحديث، نحو تفسير غريب الموطأ لأبي عبد الله أصبغ بن الفرج بن سعيد (٢٢٥ هـ)، وكتاب أبي عمر الزاهد (٣٤٥ هـ) في تفسير غريب مسند الإمام أحمد بن حنبل، وشرح غريب كتاب الإمام البخاري لابن الصابوني (٤٢٣ هـ).

وقد أفرد أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (٣٢٨ هـ) رسائل لتفسير بعض الأحاديث نحو شرحه لغريب كلام هند بن أبي هالة في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشرحه غريب حديث أم زرع، وشرحه غريب خطبة عائشة أم المؤمنين في أبيها، رضي الله عنهما. ولابن الأنباري كتاب مستقل في غريب الحديث أيضًا.

(٣) من الغرائب المخطوطة

لم يبق من تراث غريب الحديث إلا الثلث أو أزيد منه قليلًا. ونحمد الله سبحانه على أن معظم أصول هذا الفن ومصنّفاته المشهورة قد وصلت إلينا وتم تحقيقها وطبعها. ومنها الكتب الأربعة الأمهات: كتب أبي عبيد (٢) وابن قتيبة (٣)


(١) النهاية ١: ٩.
(٢) صدرت طبعته الأولى في الهند عن دائرة المعارف العثمانية بحيدراباد الدكن في أربعة مجلدات سنة ١٩٦٤ - ١٩٦٧ م، ثم حققه الدكتور حسين شرف تحقيقًا علميًا نشره مجمع اللغة بالقاهرة في ٥ مجلدات سنة ١٤٠٤ - ١٤١٥ هـ =١٩٨٤ - ١٩٩٤ م. ثم صدرت فهارسه في مجلد سنة ١٤١٩ هـ = ١٩٩٩ م.
(٣) طبع بتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري ببغداد في ثلاثة أجزاء سنة ١٩٧٧ م، ولم تكن في المخطوطات مخطوطة كاملة، فبقي فيها نقص. ولابن قتيبة أيضًا كتاب إصلاح الغلط =

<<  <   >  >>