للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المرذول". وقوله هذا صريح في الدلالة على أن في "فرحة الأديب" -وقد حقّقها الدكتور سلطاني نفسه عن عدّة نسخ جيّدة- (المخشَّل) بدلًا من (المنخشل). ولكننا إذا رجعنا إلى الفرحة: ١٥٩ وجدنا المحقّق أثبت في النصّ (المخشّل) من التخشيل، وقال في تعليقه: "في الأصول المخنشل. والتصحيح من القاموس المحيط، ومعناه الضعيف المرذول"! فالمحقّق هو الذي خالف أصوله، وحرّف النصّ (أو صحّحه، إشفاقًا على قرّائه أن يتعلّموا الغلط) وليس أن القاموس المحيط، أنشد هذا البيت وأثبت فيه (المخشّل) وفسّره بالضعيف المرذول، وإنّما المحقّق أخطأ الطريق إذ رجع إلى القاموس في مادة (خشل) فوجد كلمة (المخشّل) بمعنى المرذول، فلم يتمالك نفسه، وأسرع إلى تخطئة أصوله، وأثبت في النص (المخشّل). وكان ينبغي له أن يبدأ بالبحث عما ورد في أصوله، وهو (المخنشل) فيراجع القاموس في (خنشل) الرباعي، ليجد بغيته عند صاحبه الذي قال: "خنشل: اضطرب من الكبر والهرم".

وقد رجع المحقّق إلى الجادة - والحمد لله - في هذا الكتاب، فاثبت في النصّ ما ورد في أصله (المخنشل)، وإن اخطأ في ضبطه فقد أصاب في تفسيره. وكنا نتوقّع -بعد ما تنبّه المحقّق لخطئه- أن يسجّل هنا رجوعه عما وقع فيه في الفرحة، ولكن أن يقول بدلًا من ذلك إنها "في الفرحة المخشّل بمعنى المرذول" فينسب هفوته إلى كتاب الغندجاني وناسخيه ومنهم عبد القادر البغدادي صاحب الخزانة، إنّ هذا لشيء عجابّ

(١٧٦) ف ٨٩ ص ١٦٥: آخر هذه الفقرة ما أنشده المؤلّف لشاعر:

قد حلفت بالهل لا أحبّه ... أن طال خصياه وقصر زبّه

وكذا في الأصل و (ب). ولكن نجد عند البغدادي الذي نقل الفقرة بحذافيرها في الخزانة ٧: ٤٠٢ بعد البيتين ما نصّه: (" ... يقال لمن هذه صفته: الدوردري." انتهى ما أورده) فقول البغدادي: "انتهى ما أورده" يدلّ على أن

<<  <   >  >>