قلت: أما التبريزي فقال بعد إثبات ما في الحماسىة (وأنشد أبو عبيدة لأبي الغطمش الحنفي): "هو أبو المغطش، فسره أبو الفتح من غطش الليل وأغطشه الله ... " فاسم الشاعر عند أبن جني (أبو المغطش) بتقديم الميم على الغين. وعلى ذلك فسّره في المبهج كما نقل التبريزي، وصوّبه، وكذا نقله عن ابن جني الجواليقي في المعرب: ٢١٧، فقال:"قال أبو المغطش -كذا قال ابن جني- وقال غيره: الغطمش الحنفي".
أما الحماسة البصرية فكان في أصله (أبو المغطش) وناشره هو الذي صحّحه. فتبيّن مما سبق، أولًا: أن المحقّق لم يكن دقيقًا في ما نسب إلى شرح التبريزي والحماسة البصرية. وثانيًا: أنّ (المغطش) بتقديم الميم تفرّد به ابن جني وتبعه من بعده، وهو قول شاذ كما ذهب إليه الأستاذ أحمد شاكر في تعليقه على المعرب؛ ولكن الإشارة إلى قول ابن جني في تعليق الدكتور سلطاني كانت أهمّ من ترجمة الغطمش الضبي الذي لا صلة له بهذا الشعر.
وبالجملة فإن الشاعر الذي نسبت إليه الحماسة التي نحن بصددها (أبو الغطمش الحنفي) بتقديم الغين على الميم في اسمه. ونسبته إلى بني حنيفة، وأنشد له هذا الشعر المفضل الضبي، كما في اللسان، وأبو عبيدة كما في الحماسة. واسم الشاعر بهذا الضبط وبهذا النسب أورده المرزباني ص ٥١٤ في (باب ذكر من غلبت كنيته على اسمه من الشعراء المجهولين والأعراب المعمورين ممن لم يقع إلينا اسمه ... فاقتصرت في هذا الموضع على ذكر كناهم وقبائلهم). فنصّ المرزباني كما ترى على أنه ذكر قبائلهم لا مذاهبهم الفقهية!
وهنا أحبّ أن أنبّه على ما وقع في القاموس المحيط وشرحه من وهم. قال الفيروزابادي (غطمش): "أبو الغطمش شاعر أسدي". فاستدرك عليه الزبيدي بقوله: "وفاته الغطمش الشاعر الضبي .. وأبو الغطمش بن زنمردة