للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

محمد بن محمد السرخسي (٥٧١ هـ) أنه قدم حلب ودرس بالمدرسة الحلاوية بعد محمود الغزنوي. ثم قالت: "ولعلّ المذكور هو المؤلف رحمه الله".

الحق أنه لا صلة للمذكور بل للمذكورين بالمؤلف. فإن المذكور في ترجمة السرخسي: محمود بن العلاء الغزنوي، والعلاء الغزنوي فقيه مشهور كان يدرس بالنورية والحلاوية، وهو عبد الرحمن بن محمود بن محمد بن جعفر، أبو الفتح، وقيل أبو محمد الحنفي الملقّب علاء الدين. ذكره ابن شداد ووصفه بـ"الفقيه الإمام" وقال إنه تولّى المدرسة بعد خروج برهان الدين البلخي وقام بها مدرسًا إلى أن توفّي بحلب سنة ٥٦٤ هـ، وتولّى تدريسها بعده ولده محمود وكان صغيرًا فتولى تدبيره وترتيبه الحسام علي بن أحمد بن يكي الرازي الوردي (١). وقد ولى نور الدين الرضي السرخسي بعد محمود. قال ابن العديم: "ولاّه نور الدين المدرسة الحلاوية بعد ولد العلاء الغزنوي" (٢).

وبذلك يمكن تصحيح ما ورد في كتاب الإنباه للقفطي. فقوله: "ونزل على العلاء محمود الغزنوي"، صوابه: "العلاء بن محمود". لأن النازل - وهو أبو علي المغربي - أقام عنده إلى سنة ٥٥٩ هـ ثم توفّي سنة ٥٦١ هـ، والذي تولّى التدريس بالمدرسة الحلاوية في هذه المدرسة هو العلاء الغزنوي لا ابنه محمود.

وبهذا التفصيل انتفت رحلة بيان الحق النيسابوري إلى حلب.

أما رحلته إلى دمشق وتدريسه في المدرسة المعينية فالدليل الوحيد على ذلك أن النعيمي عد مدرسيها فقال: "والذي علم من مدرسيها الشيخ رشيد الدين الغزنوي إلى حين توفّي بها، ثم من بعده نجم الدين النيسابوري إلى حين


(١) الأعلاق الخطيرة: ١: ٢٦٧. وانظر الجواهر المضية ٢: ٥٤٤.
(٢) بغية الطلب ١٠: ٤٣٥١، ونقل عنه القرشي في ترجمة السرخسي في الجواهر المضيّة ٣: ٣٥٧، فقال: "قدم حلب، ودرس بالنورية والحلاوية بعد محمود الغزنوي".

<<  <   >  >>